بعد اكتشاف قدرة الكلاب على "شمّ السرطان".. هل يستخدمها الإنسان لتشخيص المرض؟

بعد اكتشاف قدرة الكلاب على "شمّ السرطان".. هل يستخدمها الإنسان لتشخيص المرض؟

الحشرات وبعض الحيوانات يمكنها الكشف المبكر عن السرطان، هذا ما كشفت عنه الكثير من الأبحاث، فهل يمكن أن يكون هذا الكشف المبكر وسيلة لإنقاذ بعض مرضى السرطان؟ 

أظهرت أبحاث سابقة، أنه يمكن نشر الكلاب للكشف عن العديد من السرطانات، بما في ذلك تلك الموجودة في الثديين والرئتين، عن طريق استنشاق أنفاس المرضى. 

واكتشف العلماء الفرنسيون أنه يمكن تدريب النمل على اكتشاف الخلايا السرطانية وغير السرطانية.

ووفقًا لتقارير صحفية، أصبح اثنان من سلالة كلاب "الراعي الألماني" قادرين على كشف الإصابة بسرطان الثدي خلال دقيقتين فقط، بنسبة 100%، بعد 6 أشهر فقط من التدريب، ويمكن لهذه الطريقة البسيطة وغير المكلفة أن تحدث ثورة في مجال الكشف عن السرطان في البلدان التي يصعب فيها اعتماد تصوير الثدي بالأشعة.

حشرة تكشف الإصابة بالسرطان

فقد وجد الباحثون في جامعة ولاية ميشيغن الأمريكية أن الجراد يمكن أن يفرق بين الخلايا التي تسببت في 3 أنواع من سرطانات الفم.

 وفقًا لما نشرته "سكاي نيوز"، كشف الباحثون عن أدمغة الجراد ثم وضعوا أقطابا كهربائية في المناطق المرتبطة باستقطاب الروائح، ثم عرضوها للغازات المنبعثة من 3 أنواع لخلايا سرطان الفم، وكذلك من خلية غير سرطانية من نفس المنطقة.

راقب العلماء دماغ الحشرة بحثا عن رد فعل، لتظهر النتائج أن كل سرطان يطلق إشارة كهربائية فريدة في دماغها، كما كان للخلايا غير السرطانية أيضًا إشارة مميزة خاصة بها.

وكتب مهندس الطب الحيوي الذي قاد الدراسة، ديباجيت ساها: تُظهر الدراسة أنه يمكن التمييز بقوة بين 3 أنواع مختلفة من سرطانات الفم البشرية، من خلال استحضار استجابات شمية في الفص الهوائي للحشرات.

ولم يتضح مدى نجاح هذه الطريقة مع أنواع أخرى من السرطان، أو ما إذا كان بإمكان الجراد شم رائحة السرطان في البول أو النفس أو العرق.

الكلاب تفحص المرضى

الكلاب يمكنها الكشف مبكراً عن السرطان، ويكفي أن يستخدم الكلب حاسة الشم القوية التي يتميز بها ليتمكن من القيام بفحص المرضى، هذا ما أثبتته دراسات متعددة أقيمت مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا. 

ويكفي هذا الاختبار البسيط للكشف عن المرض عوضاً عن الاختبارات الكثيرة المعقدة، التي يتطلبها الكشف عن السرطان.

بالإضافة إلى أن هذا الاختبار يسمح بالكشف المبكر عن المرض، وهو ما يجعل العلاج في كثير من الحالات ممكناً، فالمريض عادة ما ينتظر حتى يشعر بألم شديد ثم يذهب للطبيب، وفي هذا الموقف كثيراً ما تكون فرصة الشفاء قد ضاعت.

وأوردت تقارير صحفية أن الأمل في أن يتمكن الكلاب من الكشف عن الأطوار المبكرة من سرطان الرئة أو سرطان الثدي، يملأ الباحثين في مركز أبحاث السرطان في مدينة هايدلبرج بألمانيا. 

وبالتأكيد لا يمكن الاعتماد على الكلاب في العيادات والمستشفيات لتقوم بهذه المهمة، كما يؤكد يورجن لوش الباحث في هايدلبرج، ولكن هذا الكشف يفتح آفاقاً جديدة في رأيه، "لقد كشفت الكلاب عن أمر هام، وهو أن الأورام الخبيثة تكشف عن نفسها عبر إفرازات تصدر روائح ما، وهذا هو الأمر المثير للدهشة" ويتمنى لوش التوصل إلى "أنف إلكتروني" يتمكن الأطباء الاعتماد عليه للكشف المبكر عن السرطان.

لكن العائق أمام ابتكار هذا "الأنف الإلكتروني" هو أن الباحثين لا يعرفون حتى الآن ما الذي يحرك الكلاب، وما الذي يشمونه بالضبط، ويجعلهم ثائرين عند وجود الورم.

شمّ السرطان

والأنف الإلكتروني عبارة عن جهاز قياس مزود بمجسات حساسة يمكنها تحليل خليط من الغازات والتفاعل إزاء وجود كميات قليلة جداً من مادة محددة، هذا الجهاز يستخدم الآن لقياس المواد الملوثة للجو ولقياس جودة الأطعمة.

ولكن العقبة حتى الآن هي عدم معرفة تلك المادة التي يشمها الكلاب لدى مرضى السرطان، كما يؤكد عالم الأحياء لوش.

ويضيف: "وللأسف لا يمكننا طرح هذا السؤال على الكلاب"، وهناك عدد من الأبحاث حول مدى قدرة الكلاب على اكتشاف المرض، كان آخرها ما قام به الباحثون في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، وثبت فيه أنه في 90% من الحالات يستطيع الكلاب التعرف على المرضى من غير المرضى. 

وفي الوقت الذي يدافع فيه الأمريكيون عن استخدام الكلاب ككاشف للمرض، يؤكد فيلكس هيرت المتخصص في أمراض الرئة بمستشفى جامعة هايدلبرج الألمانية أن هذا الأمر غير مقبول، وشبه مستحيل، من ناحية لأنه أمر غير صحي، ومن ناحية أخرى لأن حاسة الشم لديها تختلف في رأيه من كلب لآخر.

وأضاف في تقارير صحفية: "حتى وإن كانت قدرة الكلاب على الشم تساوي ملايين المرات قدرة الإنسان، إلا أن هناك اختلافات من كلب لآخر، ولذلك فهو لا يقبل الاعتماد عليها في عملية الكشف عن المرض، وهو يرى أنه يمكن الاعتماد على الكلاب في الكشف عن المخدرات أو القنابل، ولكن بكل تأكيد ليس من المعقول أن تدخل عيادة الطبيب فتجد كلباً في انتظارك للكشف.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية